شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ماذا تعرف عن الحزب العلماني؟ 6 أسئلة تشرح لك

ماذا تعرف عن الحزب العلماني؟ 6 أسئلة تشرح لك
أطلق عدد من العلمانيين، منذ أيام، دعوة لتأسيس حزب علماني، يهدف لإلغاء مواد الشريعة الإسلامية من الدستور

أطلق عدد من العلمانيين، منذ أيام، دعوة لتأسيس حزب علماني، يهدف لإلغاء مواد الشريعة الإسلامية من الدستور، ورحَّب المؤسسون للحزب بانضمام كل الديانات لعضوية الحزب، وهم: هشام عوف، وعبد المؤمن مصطفى، وهبة شوقي، ومؤمن عدلي، ورباب كمال.

وقال الحزب العلماني -تحت التأسيس- إنه سيعلن تفاصيل بنود المبادئ العامة للحزب في مدة أقصاها يومين، بعد أن تضع مجموعة من مؤسسي الحزب برنامجا تفصيليا من هذه البنود، مشيرا إلى أنه عقدت عدة مناقشات استمرت لأيام كي يتم الاستقرار على تلك البنود.

وحدد الحزب وثيقة المبادئ الأساسية له وتكونت من 11 بندا، أبرزها: العمل على الفصل بين الدين والسياسة، والتركيز على القضايا التنويرية، وإقناع المصريين بأهمية القوانين الحديثة كنظام تشريعي للدولة، وأن يكون توجه الحزب الاقتصادي هو الليبرالية، ودعم حرية الفكر والإبداع.

وتأتي دعوة تأسيس حزب علماني بعد عدة محاولات سابقة لتأسيس “الحزب” وسط حملة حادة من الهجوم على مؤسسيه.

هل هناك محاولات سابقة لتدشين حزب علماني؟

تأتي دعوة تأسيس الحزب العلماني رابعة بعد ثلاث تجارب سابقة وهي:

الفجر العلماني

بهاء أنور محمد، مدير مركز مصر الفاطمية لحقوق الإنسان، والمتحدث الرسمي السابق باسم الشيعة المصريين، دعا في شهر يوليو 2013، إلى تأسيس أول حزب علماني في مصر تحت اسم “الفجر العلماني”، بهدف حل جميع الأحزاب الدينية الموجودة في مصر، ورفض فكرة الفاشية الدينية والعسكرية، وضمت الدعوة عددا من النساء، بالإضافة إلى العديد من الشباب.

العلمانية هي الحل

وفي نفس العام 2013، تم الإعلان عن تدشين حزب علماني جديد، باسم “الحزب العلماني المصري”، عن طريق عدد من النشطاء، عبر مواقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، تحت شعار “العلمانية هي الحل”، بهدف بناء دولة مدنية ديمقراطية، لا تفرق بين المواطنين على أساس الدين أو الجنس أو العرق، وأكد مؤسسو الحزب أنهم يهدفون لجمع العلمانيين داخل كتلة واحدة.

جمع التوكيلات

في حين جمع مجموعة من العلمانيين توكيلات لتأسيس حزب علماني مصري، في شهر إبريل عام 2013، ليشتبك أعضاء الحزب في معركة فكرية، على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مع بعض علماء الدين وفقهاء الأزهر، ودعا بعض المناصرين لإنشاء الحزب، للاعتراف بالأعياد العلمانية، والاحتفال بأعياد ميلاد “داروين” و”أينشتاين” و”فولتير” و”ابن خلدون” و”ابن رشد” وذكرى الثورة الفرنسية، وقابلهم علماء الأزهر برفض إنشاء الحزب.

طبيعة تواصل الحزب مع السيسي؟

وجَّه الحزب العلماني المصري -تحت التأسيس- رسالة إلى عبد الفتاح السيسى، قائد الانقلاب، يخبره فيها بإطلاق مبادرة لإنشاء حزب سياسي يعمل تحت مظلة الدستور والقانون، داخل حدود الوطن.

وقال الحزب في رسالته للسيسي إن “أعضاءه مثل ملايين المصريين حلموا بالتغيير بعد ثورتين متتاليتين واستلهامهم تجربة الدولة الحديثة، القائمة على المواطنة، التي تقف فيها الدولة على مسافة متساوية من جميع المواطنين، ولا تفرق في ما بينهم على أساس الدين أو الفكر أو الاعتقاد أو اللون أو الجنس أو العرق”.

وأضاف الحزب في رسالته: “لن يتأتى ذلك إلا بالفصل بين الدين والدولة، ولا يغيب عن سيادتكم ما حدث لوطننا بسبب الخلط بين الدين والسياسة الذي أدى لاستغلال جماعات دينية متطرفة ومتشددة تدين شعبنا الراسخ منذ 7000 عام، ووصولهم لسدة الحكم، مستغلين الشعارات الدينية دون طرح أي حلول حقيقية اقتصادية وسياسية واجتماعية لمشكلاتنا الحقيقية”، وفقا لرسالة الحزب.

وجاء في الرسالة: “سيادة الرئيس، لقد طلبتم كثيرا من الشباب أن يشارك في بناء الدولة المصرية، وها نحن نحاول أن نؤسس حزبا سياسيا يشارك في الحفاظ على مدنية الدولة ووضع حلول لمشكلاتها”.

مصطف البدري، القيادي بالجبهة السلفية، قال إن السيسي يحارب الإسلام صراحة، حتى وصفه البعض بأنه أتاتورك العرب، وبالتالي فكل من يرغب في استغلال الفرصة الحالية لتثبيت أقدامه في كل شيء ضد الإسلام فإنه يبادر إلى ذلك.

وأضاف البدري لـ”رصد”: “يظن هؤلاء السفهاء أنهم بذلك يصعبون المهمة على أبناء التيار الإسلامي في نشر الدين الصحيح أو يضعفون من شعبية الإسلاميين في مصر المسلمة، والعكس هو الصحيح حيث إن إفصاح العلمانيين عن برامجهم وخططهم لإسقاط الدين يستفز المصريين أكثر دفاعا عن عقيدهم وهويتهم”.

وتابع: “لكني أشدّ على يد الإسلاميين ليواجهوا هذه التحركات العلمانية لفضحها وبيان عدائها للإسلام والمسلمين حتى يعذروا أنفسهم أمام الله وأمام الأمة”.

وحاولت “رصد” التواصل مع عدد من القائمين على الحزب ومندوبي المحافظات، الذين رفضوا الإدلاء بأي تصريحات، بزعم أن هشام عوف، وكيل مؤسسي الحزب، هو المتحدث الإعلامي فقط عن الحزب، ولم يتسنّ لنا التواصل مع “عوف” عبر الهاتف أو صفحته بموقع “فيس بوك”.

ما موقف الأزهر والسلفيين من الحزب؟

ونال الحزب هجوما حادا من قبل عدة جهات، أبرزها الأزهر وعلي جمعة مفتي الديار الأسبق، والدعوة السلفية.

وهاجم جمعة، دعوات إنشاء الحزب العلماني المصري، واصفا إياه بـ”قلة الديانة”، ودخل جمعة، خلال حواره مع برنامج “والله أعلم” المذاع على فضائية “سي بي سي”، في نوبة بكاء على الهواء خلال حديثه عن الأزهر الشريف، قائلا: “أشكر إمام المسلمين وإمام أهل السنة والجماعة الدكتور أحمد الطيب، وأقول له اثبت، فأنت على الحق وكل شعب مصر وراؤك”.

وأضاف باكيا: “إحنا اللي حمينا البلد دي من الإنجليز، ولم يستطيعوا أن يفعلوا ما فعله الفرنسيون في الجزائر، وأن الشرق والغرب يعرفان مؤسسة الأزهر الشريف، ويعلمان أنها لا تقول سوى الحق”.

وتابع: “لسنا بصدد الدخول في مهاترات وقلة حياء وقلة ديانة، وليس في بلد الأزهر أن يعلن أحدهم إنشاء حزب الإلحاد والعلمانية، وأن يضرب الدين الإسلامي في مقتل، فالأزهر مؤسسة أهل السنة والجماعة في العالم”.

ووجه رسالة إلى مؤسسي الحزب العلماني، قائلا: “رسالتي إلى العلمانيين ابنوا البلد أفضل، ولا تشغلوا الناس بأمور تشغلهم عن البناء والتنمية والعمران.. اتقوا الله في مصر”.

وأطلقت الدعوة السلفية حملة لمواجهة فكر الملحدين في مصر بعد سعيهم لإنشاء حزب سياسي، وشملت الحملة تخصيص دروس وندوات وحلقات إيمانية وكذلك حملات لطرق الأبواب، بالإضافة إلى تخصيص جزء من خطبة الجمعة لمواجهة الملحدين.

كما أطلقت الدعوة موعظة لقيادات الصف الثاني للاستعانة بها في دروسهم وندواتهم تحت مسمى “دلالة الفطرة والعقل والحس على وجود خالق كل نفس”، وشملت الموعظة، التي نشرت عبر موقع “أنا السلفي” والتي كتبها الشيخ سعيد محمود عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، الحديث حول الإلحاد بهدف مواصلة التحذير من الهجمة الإلحادية التي تتبناها جهات مختلفة لصد الناس عن تعاليم الإسلام ونبذه، وتبني الإلحاد دينا وتشمل نبذة عن الإلحاد وتطوره، وتعريفه بأنه الميل عن الحق والعدول عنه، ويشتمل على نوعين، أحدهما: نفي وجود الله، والثاني: الشرك في ربوبية الله وألوهيته.

تفاعل الإعلام مع دعوة الحزب 

ونشبت مشادة كلامية بين الإعلامية رولا خرسا ومؤمن محمدي، المتحدث باسم الحزب العلماني المصري، وذلك بعد اعتراضه على اقتراح الإعلامية بفتح باب المداخلات الهاتفية للخبير القانوني الدكتور محمود كبيش، عميد كلية الحقوق، من أجل استفسار قانوني.

واعترض المحمدي، خلال حوار مع برنامج “وماذا بعد؟” على قناة “LTC“، مؤكدا أنه اشترط قبل قبول دعوة الاستضافة عدم فتح المداخلات الهاتفية، مشيرا إلى أن الحزب تعرض في الأيام القليلة الأخيرة للكثير من الهجوم والاعتراضات دون وجه حق وعن جهل بحد وصفه.

وفى أول رد فعل للحملة، أعلن مؤمن المحمدي، المتحدث باسم الحزب العلماني المصري، الانسحاب نهائيا من العمل السياسي، وقال على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قبل أن يعطل حسابه: “الموضوع صعب والمخفي أكتر كتير من الظاهر، دون تفاصيل كتيرة أُعلن انسحابي من قصة الحزب العلماني واعتزال السياسة في مصر نهائيا.. وآسف لكل الناس”.

أما وكيل مؤسسى الحزب هشام عوف، فقد فتح باب المناقشة من خلال أسئلة طرحها على صفحته الشخصية، قائلا: “الحزب العلماني المصري.. هل مكملين؟”.

وقال “عوف” إن الهجمات الإعلامية ضدنا تفوق التوقعات، ولا نعرف هل هي منظمة ولها دلالة سياسية، أم تعبر عن ثقافة لدى العامة بتكفير كل من يقول كلمة علمانية.

محمد سعد خير الله، مؤسس الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، طالب بدعم ومؤازرة القائمين على تأسيس الحزب العلماني المصري بدلا من الهجوم الضاري ممن وصفهم بـ”كهنة الأزهر، ومن حراس التخلف وأباطرة الظلام من السلفيين”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023