أثار الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، جدلًا فقهيًا جديدًا؛ بعد إصداره فتوى شرعية حديثة تبيح للمسلمين بيع الخمور ونقلها، وتقديمها لغير المسلمين في بلاد الغرب والدول التي تبيح الخمور.
وعلق الشيخ خالد خليف، أحد علماء الأزهر، بأنه لا يجوز أن تصطدم فتوى المفتي بالنص الصريح لأحاديث الرسول “صلى الله عليه وسلم”؛ حيث جاء في الحديث الشريف، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه”. رواه أبو داود.
وأضاف “خليف” – في تصريح خاص لـ”رصد”- أن هذه الفتوى صريحة من النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أنه “لا يجوز الاجتهاد مع النص”.
وذكر الشيخ الأزهري، أن هذه الفتوى تغطية على الخمر التي تعرض في بلاد المسلمين سواءً كانت في الفنادق أو المحلات التجارية المرخص لها بيع الخمور في مصر، والتي لم يحرك مفتي الجمهورية السابق ساكنًا فيما يتعلق بالأمر.
وأباح “خليف” عمل المسلمين بالفنادق التي تبيع الخمور، مشترطًا عدم تعاونه في مسائل الخمر بأي وجه، مطالبًا العاملين بها بالبحث عن وظائف أخرى.
واستنكر الشيخ إباحة “جمعة” للمسلمين أن يجروا مسابقات ملكة الجمال، ويسند هذا إلى فعل الصحابة، مستدلًا بأن الناس كانوا يطوفون حول البيت عرايا، مؤكدًا أن المشركين هم من كانوا يطوفون عرايا، بينما الرسول -صلى الله عليه وسلم- رفض ذلك، بل رفض أن يطوف بالبيت وحوله عرايا.
تفاصيل فتوى الخمور
وكان “علي جمعة”، قد أكد -خلال حواره في برنامج “والله أعلم” عبر فضائية “سي بي سي”- أنه يجوز للمسلم بيع الخمر في المطعم الذي يملكه في بلاد الغرب، وأنه يجوز تقديم الخمور وغيرها من الأطعمة المحرمة على المسلمين في مطاعم المسلمين، لكن بشرط عدم تقديمها وبيعها للمسلمين.
وتابع: “من يشرب الخمور يرتكب ذنبًا، وهذا ما ذكره الله سبحانه وتعالى في عدد من الآيات”.
وحول الكلاب، نفى أن تكون نجسة حسب الإمام مالك، وروى رفض جبريل قتل الكلاب لأنها أمة كاملة، وأكد أن اختلاف النية لا يفسد الصلاة.
شاهد من هنا:
جمعة وفتاواه الغريبة
وعرف “جمعة” بأنّه صاحب علم في استنباط الأحكام الشرعيّة، ولكن لوحظ في السنوات الأخيرة -خاصة عقب ثورة 25 يناير- جنوحه إلى إصدار فتاوى وأحكام وُصفت بالغريبة، ولاقت استنكارًا ونقدًا من زملائه، من شيوخ الأزهر أو المتخصصين.
وفي مقطع فيديو، تداوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في أواخر شهر أغسطس قبل الماضي، أفتى الشيخ بأن سماع موسيقى الموسيقار العالمي بيتهوفن حلال شرعًا، وأرجع الشيخ ذلك إلى أنها تدعو إلى الإيمان بالله.
وفي بداية شهر سبتمبر من العام الماضي، صرح -من خلال برنامجه “والله أعلم”- أن المطرب الراحل، عبدالحليم حافظ، كان قد غنى أغنيته الشهيرة “أبو عيون جريئة” في الأساس لمدح النبي، وأضاف “عبدالحليم حافظ كان مؤمنًا، وكان يحب النبي قوي، وأغنية (أبو عيون جريئة) عملها لمدح النبي”.
كما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، الشهر الماضي، يقول فيه إنه يجوز النظر إلى المرأة المتبرجة على اعتبار أنها أسقطت عن نفسها حقها في ارتداء الحجاب، متجاهلًا بذلك أن الحجاب فريضة شرعية لا يجوز للمرأة أن تسقطه عن نفسها أو أن يسقطه أحد عنها.
