شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

لماذا لن تعاقب الصين كوريا الشمالية لإطلاقها صاروخًا طويل المدى؟

لماذا لن تعاقب الصين كوريا الشمالية لإطلاقها صاروخًا طويل المدى؟
يفرض الصاروخ الكوري الشمالي طويل المدى، الذي أطلق، صباح اليوم، من الساحل الشمالي الغربي لكوريا الشمالية، جولة جديدة من التساؤلات على الحكومات، بدءًا من بكين وحتى واشنطن،

يفرض الصاروخ الكوري الشمالي طويل المدى، الذي أطلق، صباح اليوم، من الساحل الشمالي الغربي لكوريا الشمالية، جولة جديدة من التساؤلات على الحكومات، بدءًا من بكين وحتى واشنطن؛ حيث يهدد الإطلاق الناجح الثاني لقمر صناعي من قبل بيونج يانج -والذي يأتي مباشرة بعد التفجير النووي الرابع في السادس من يناير- بالتمهيد لعلاقات جديدة في المنطقة بأكملها للسنة القادمة.

وكانت الإعدادات لهذا الإطلاق على قدر عالٍ من الدقة. وبعد الانطلاق في التاسعة والنصف صباحًا، قالت القناة الكورية الرسمية إنها سوف تذيع نشرة أخبار في الثانية عشرة والنصف، وقد أذاعت أخبار “النجاح التام” المذيعة الكورية الشهيرة ري شون- وهي مرتدية اللون الزهري الشهير.

وبالطبع سوف يتبع هذا الإطلاق اجتماعات تهنئة في أماكن العمل والمجمعات السكنية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تذكيرات تليفزيونية مستمرة عن شجاعة الجيش الكوري الشمالي، ولقاءات يعلن المواطنون من خلالها عن فرحتهم. كما سيتم ربط الإطلاق بحقيقة أن المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري -وهو الأول منذ ٣٦ عامًا- سوف يتم عقده في مايو المقبل.

ربما لا تكون حكومة كوريا الشمالية مدينة للناخبين، لكن هذا لا يعني تجاهل العامة، وبخاصة جيش مسؤولي الحزب ورجال الأمن والجنود الذين ينفذون حكم عائلة كيم. ويرسل إطلاق الصاروخ رسالة إلى هؤلاء الناس؛ أن الفخر الوطني قد يكون بإنجازات بلدهم التقنية، وأنه على الرغم من فشل الدولة في تقديم الاحتياجات الأساسية مثل الكهرباء المستقرة والماء النظيف والصرف الصحي الشامل، إلا أنها قادرة على الهيمنة السياسية والعسكرية.

وهدف بيونج يانج عالميًا هو تحقيق مكانة لا تنازع في المجال النووي على الساحة العالمية، ويمثل هذا الإطلاق مناورة محسوبة لرفع أسهمها في هذا الاتجاه. وفي اجتماع طارئ دعا له مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة هذا الإطلاق الذي يعد مخالفًا لقرارات الأمم المتحدة، يعي المجتمعون جيدًا أن عملية الإدانة والعقوبة للتفجير النووي الذي قامت به كوريا الشمالية يناير الماضي لا تزال غير كافية. 

وفي الوقت نفسه، تصر بيونج يانج على عدم التخلي عن أسلحتها وصواريخها النووية، وبينما لا تزال الدعوة إلى تسلح كوريا الجنوبية واليابان بالأسلحة النووية قليلة إلا أنها في زيادة.

وفي الغرب، يقع اللوم في التراخي عن اتخاذ رد فعل تجاه كوريا الشمالية على الصين؛ فالشيء المعروف في الولايات المتحدة وهنا في كوريا الشمالية -حيث أكتب- أن الطريق للضغط الحقيقي على بيونج يانج بدأ دائمًا من بكين، وهذا صحيح بلا شك، وقد اتهمت الصين برفض ممارسة تأثيرها على كوريا الشمالية.

لكن موقف الصين يعكس أكثر من معارضة تدخُّل أطراف خارجية، فبكين تولي اهتمامًا للصورة الإستراتيجية الكبيرة، التي تشمل خوفها المفهوم من التمرد بين سكانها الحدوديين؛ حيث يسكن نحو مليون كوري المنطقة الحدودية مع كوريا الشمالية، وهم أحد الأعراق المتعددة التي تعيش في جميع أنحاء الجمهورية الشعبية.

كما أن “المشكلة الكورية” مرتبطة أيضًا بمصالح الصين الخاصة في بحر الصين الجنوبي؛ حيث يواجه التوسع الكوري الولايات المتحدة، والتي من أهدافها الإستراتيجية دعم قوة الدول الصغيرة في المنطقة.

وفي النهاية، لدى الصين سبب قوي لتغيير موقفها من كوريا الشمالية دون مقايضة من الجنوب، وما إذا كانت الولايات المتحدة والصين سوف تتعاونان لخلق مناخ من السلام والرخاء في شرق آسيا، هذا سوف يقرر مصير شبه الجزيرة الكورية.

والتعامل مع هذه القضية بمعزل عن المشاكل الأخرى في المنطقة ككل لن يؤتي ثماره، فكوريا الشمالية كانت ترسل تذكرة بإطلاقها لهذا الصاروخ أن الحفاظ على السلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم لعبة معقدة وخطرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023