شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل تخطط جماعة كولن لانقلاب عسكري في تركيا؟

هل تخطط جماعة كولن لانقلاب عسكري في تركيا؟
التنظيم السري التابع لجماعة "الخدمة"، التي يقودها فتح الله كولن المقيم في مزرعة بولاية بنسلفانيا الأميركية، تلقى ضربات موجعة بعد محاولات قام بها للانقلاب على الحكومة المنتخبة عن طريق القضاء، وتم تطهير الأمن والقضاء إلى حد

التنظيم السري التابع لجماعة “الخدمة”، التي يقودها فتح الله كولن المقيم في مزرعة بولاية بنسلفانيا الأميركية، تلقى ضربات موجعة بعد محاولات قام بها للانقلاب على الحكومة المنتخبة عن طريق القضاء، وتم تطهير الأمن والقضاء إلى حد كبير من خلايا هذا التنظيم المعروف إعلاميا بـ”الكيان الموازي”، إلا أن هناك خلايا نائمة في أجهزة أخرى تنتظر الأوامر من زعيم الجماعة للتحرك. ولعل أهم تلك الخلايا هي المتغلغلة في الجيش التركي.

المحاولات التي جرَّبتها الجماعة لإسقاط رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان عن طريق إحداث قضايا مختلقة بتهمة الفساد باءت بالفشل، كما أن محاولات إسقاطه عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من خلال التحالف مع أحزاب المعارضة لم تنجح. وكانت نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يونيو 2015 منحت الجماعة بارقة أمل إلا أن تلك البارقة تلاشت تماما مع ظهور نتائج الانتخابات المبكرة التي أجريت في الأول من نوفمبر 2015.

فتح الله كولن في آخر كلماته المنشورة، تطرق إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت ظلال السيوف”، وتحدث عن إعطاء السيوف حقها في الحرب. وهذه الكلمة فُسِّرت بأنها إشارة إلى خلايا الكيان الموازي النائمة في الجيش التركي للاستعداد والتخطيط للقيام بانقلاب عسكري، نظرا لاستخدام كولن خطاباته في إرسال أوامر مشفرة إلى أنصاره. وعزَّز الهواجس بدء رجال الجماعة وكتابها الحديث عن انقلاب عسكري وشيك سيعيد الدولة إلى مسارها الصحيح.

رئاسة أردوغان ستستمر إلى نهاية أغسطس 2019، ويعطيه الدستور الحالي حق الترشح للرئاسة لفترة أخرى، كما أن حزب العدالة والتنمية حصد في الانتخابات الأخيرة أغلبية مريحة في البرلمان مكَّنته من تشكيل الحكومة دون الحاجة إلى التحالف مع أي من أحزاب المعارضة، ما يعني أنه سيحكم البلاد حتى إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد حوالي أربع سنوات. ولا شك في أن هذه الفترة كافية لطي صفحة الكيان الموازي وإخراجه نهائيا عن أي معادلة في تركيا، إن استمرت عملية تفكيك خلاياه وتمت محاربته كما ينبغي.

الجماعة كانت تحاول أن تحول دون حدوث انشقاقات واسعة في صفوفها من خلال بث الآمال بين أنصارها بأن أردوغان اقتربت نهايته وأن الجماعة سوف تستعيد نفوذها بعد رحيله، ولكن هذا القول لم يعد مجديا بعد الانتخابات الأخيرة، وبالتالي كانت هناك حاجة ماسة إلى “مبشرات أخرى” لإبقاء الأمل حيا في قلوب الموالين للجماعة. 

ويبدو أن الحديث الدائر حاليا حول الانقلاب العسكري الذي تستعد له جماعة كولن ليس ببعيد عن عملية استحداث مبشرات تساعد الجماعة في الحفاظ على وحدتها وتمنع الانشقاقات والاعترافات، لأن الذي يخطط انقلابا عسكريا لا يعلن نيته أمام الملأ، ولا يلفت النظر لاستعداداته، بل يسعى لإخفائها حتى لا يتم إفشال الخطة.

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له قبل حوالي أسبوعين حث المسؤولين على مشاركة فعالة في مكافحة الكيان الموازي الذي يهدد أمن تركيا واستقرارها، لافتا إلى أن من يخاف أو يتردد لا يمكن أن ينتصر في هذه المعركة. 

ومن الواضح أن الحديث عن انقلاب عسكري لإسقاط أردوغان يهدف أيضا إلى إرسال رسائل تهديد تدفع المسؤولين للشك والتردد وعدم المشاركة في مكافحة الكيان الموازي، خوفا من انتقام الجماعة في المستقبل إن نجحت في استعادة نفوذها، لأن الجماعة ما زالت تهدد كل من يحارب الكيان الموازي أو يكشف عن حقيقته، بأنه سيحاسب وسيعاقب وقد يكون مصيره السجن مدى الحياة.

خلايا الكيان الموازي مهما كانت متغلغلة في الجيش التركي فهذا لا يعني أنها قادرة على القيام بانقلاب عسكري يحتاج نجاحه إلى توفر عوامل عديدة، كما لا يعني أنها بعيدة عن عيون المراقبة. وأي تحرك من عناصر الكيان الموازي باتجاه التخطيط لانقلاب عسكري ستمنح الحكومة التركية فرصة لتطهير الجيش من هذه الخلايا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023