شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بالفيديو والصور.. تعرّف إلى ما حدث في مدينة حلب جراء قصف النظام السوري

بالفيديو والصور.. تعرّف إلى ما حدث في مدينة حلب جراء قصف النظام السوري
تشهد مدينة حلب تصاعدا في أعمال العنف إذ تشن القوات الحكومية غارات على مواقع تحت سيطرة المسلحين المعارضين ويقصف مسلحون معارضون مواقع تقع تحت سيطرة القوات الحكومية،

تشهد مدينة حلب تصاعدا في أعمال العنف إذ تشن القوات الحكومية غارات على مواقع تحت سيطرة المسلحين المعارضين ويقصف مسلحون معارضون مواقع تقع تحت سيطرة القوات الحكومية، وقد قتل أكثر من 200 مدني في مدينة حلب خلال الأيام السبعة الماضية جراء غارات جوية حكومية وقصف للمعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ومن بين القتلى في حلب خلال الأيام السبعة الماضية 34 طفلًا و20 امرأة، بحسب المرصد السوري، الذي يوجد مقره في بريطانيا ويقول إنه يعتمد على مصادر ميدانية، فيما قالت الأمم المتحدة: إن الوضع في مدينة حلب السورية كارثي، بعد مقتل عشرات الأشخاص في هجمات على أهداف، من بينها مستشفى.

وحذر ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة، من أن وقف الأعمال العدائية الذي اتفقت عليه قوات الحكومة ومسلحو المعارضة في 27 فبراير “يكاد يكون ميتا” الآن، وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن حلب على شفا كارثة إنسانية.

وعلى الرغم من ذلك فإن القوات قوات بشار الأسد واصلت حملتها الجوية العنيفة على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، وقصفت يوم الجمعة، مستوصفا في ثاني هجوم خلال ساعات على المؤسسات الطبية في المدينة.

وقال الدفاع المدني في حلب: إن عدة أشخاص قتلوا في الغارة التي استهدفت المستوصف الطبي الميداني في حي المرجة شرقي مدينة حلب، وعلق “المجلس الشرعي” في حلب صلاة الجمعة في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة “لحماية أرواح المدنيين”، حسبما ذكر المجلس في بيان.

وكانت قوات الأسد، قتلت الأربعاء الماضي 30 مدنيا بينهم طبيبان، بعدما استهدفت غارة جوية مستشفى القدس الميداني الذي تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود ومبنى سكنيا مجاورا في حي السكري الذي تسيطر عليه المعارضة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن أسبوعا من الغارات الجوية للقوات الحكومية والقصف من جانب المعارضة المسلحة في حلب أودى بحياة نحو 200 شخص في المدينة، ثلثاهم تقريبا في مناطق المعارضة.

وأدى التصعيد العسكري في حلب إلى تقويض مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف؛ ما دفع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إلى مناشدة الرئيسين الأميركي والروسي التدخل لإنقاذ الهدنة “التي تحتضر”.

وقال عاملون في مجال الدفاع المدني بالمدينة: إن حصيلة القتلى الناجمة عن غارات جوية نفذتها القوات الحكومية على أهداف في المدينة، ومن بينها مستشفى القدس الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود ليل الأربعاء ارتفعت إلى 50 قتيلاً على الأقل.

أهم مقاطع الفيديو والصور

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من مقاطع الفيديو والصور، التي وثقت ما حدث في مدينة حلب، وجاءت كالآتي:

(1) اشتعال النيران في محطة المياه في حي باب النيرب في حلب بعد قصفها من قبل الطيران الحربي.

(2) الطيران الحربي يرتكب مجزرة بأحياء بستان القصر والكلاسة ويحرق منازل المدنيين.

(3) الطيران الروسي يقصف مشفى القدس في حي السكري بحلب ويقتل عشرات الشهداء والجرحى.

(4) غارة تصيب مستوصفا في حلب بعد تدمير مستشفى ميداني.

(5) ارتفاع حصيلة القصف الجوي على حلب لـ50 قتيلا.

(6) قصف أحياء حلب.

متى بدأت الاحتجاجات في حل؟

بدأت الاحتجاجات المناهضة للنظام في 15 مارس 2011، وانضمت لعدة تظاهرات عمت بعض المدن، بالرغم من ذلك، بدا سكان دمشق وحلب بعيدين عن الانخراط بالاحتجاجات الشعبية بشكل كبير، وكانت حلب من أكثر المدن تأخرًا في اللحاق بركب الثورة، ومن أسباب تأخر المدينة، أن تجارها وأثرياءها شكلوا حلفًا قديمًا مع النظام، وأصبحت مصالحهم مرتبطة به وببقائه، كما أن الكثير من العائلات والعشائر الكبرى في المدينة أصبحت تقدم أبناءها للمشاركة في قمع المظاهرات، حتى بلغ عدد ميليشيات الشبيحة قرابة 30,000.

خرجت أول مظاهرة مناهضة لنظام الأسد وحزب البعث في  25 من مارس سنة 2011 بعنوان “جمعة العزة”، ثمَّ أصبحت المظاهرات فيها حدثا شبه أسبوعيّ أو حتى يومي، وأخذت بالتوسع شيئًا فشيئًا، ولو أنها لم تصل إلى قوة حركة الاحتجاجات في باقي مناطق سوريا، وفي يوم الثلاثاء 6 سبتمبر خرجت أضخم مظاهرة ضد النظام في تاريخ المدينة من الجامع الأموي، وذلك في تشييع مفتي حلب إبراهيم السلقيني الذي كان قد توفي قبلها بيوم، ويَقول معارضون للنظام إن المخابرات السورية هي التي قتلته، وذلك إثر موقفه المؤيد للثورة السورية.

رغم حملات القمع والحصارات التي كانت تفرضها قوات الأسد، تطورت الاحتجاجات إلى تمرد مسلح، حيث ضمت قوات المعارضة منشقين عن الجيش السوري ومدنيين، والتي بدورها اشتبكت مع قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، ورغم كل هذا التصعيد ظلت هادئة عسكريًا، وبدأ القتال فعليًا في محافظة حلب في 10 فبراير 2012، وفي بداية المعركة ذكر الثوار أن حوالي 6000 إلى 7000 مقاتل اتّحدوا في 18 فصيلًا عسكريًا، كان أبرزها لواء التوحيد، الجماعة الأبرز في الصراع مع النظام في حلب، والتي تضم إلى حد كبير منشقين عن الجيش النظامي.

وفي 22 يوليو، كان الجيش السوري الحر قد أعلن رسميًا عن بدء معركة تحرير حلب وإعلان النفير العام بالمحافظة، وقد جاء الإعلان من طرف المجلس العسكري في محافظة حلب وعلى لسان قائده عبد الجبار محمد العكيدي، الذي أعلن أيضًا عن أن أغلب ريف حلب بات محررًا، كما أعلن الجيش الحر في اليوم ذاته السيطرة على أحياء صلاح الدين وسيف الدولة والصاخور والسكري ومساكن هنانو، وفي المقابل بدأ القصف المدفعيّ على حلب، فانهار مبنى في شارع سيف الدولة نتيجة القصف، ليكون أحد أول المباني التي تنهار في محافظة حلب.

الأهمية الاستراتيجية لمدينة حلب

شكلت مدينة حلب الواقعة شمال سورية موقعا استراتيجيا مهما لقوات المعارضة السورية التي سيطرت على الجزء الشرقي من هذه المدينة، في إطار سعيها للسيطرة على مواقع استراتيجية أخرى شمال وجنوبي ووسط سورية، غير أن وجود “تنظيم الدولة” على خريطة النزاع السوري عقّد من فرص المعارضة للسيطرة على مناطق مهمة، خاصة أن معادلة النزاع في سوريا تعني أن الكل يحارب الكل، ضمن استراتيجية توسيع النفوذ الجغرافي والوجودي.

كما تعتبر حلب هي أحد معقلين كبيرين للمعارضة على الحدود الشمالية مع تركيا، والمعقل الآخر هو إدلب، وتعتمد المعارضة في الشمال بشكل كبير على تأمين المساعدات والإمدادات عبر تركيا إلى حلب وإدلب من خلال معبري باب السلامة وباب الهوى على الترتيب، ومع قطع طريق الإمدادات في حلب فإنه لا يبقى للمعارضة سوى طريق إدلب للحصول على الإمدادات مع المعلم أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة تتمتع بنفوذ كبير في إدلب مقارنة بحلب.

ويشير تحليل ميداني نشره مركز “أتلانتيك كاونسل” إلى أن استراتيجية النظام في الوقت الحالي لا تعمد إلى السيطرة على الأراضي بشكل متصل بقدر ما تهدف إلى عزل المعارضة في جبوي صغيرة يسهل التعامل معها لاحقا، وقطع خطوط إمداداتها وعلى الأخص مع تركيا، وهو ما يفسر التركيز نحو حلب بدلًا من إدلب وحماة، ويرجح المركز أنه بعد أن يطمئن النظام بشكل تام إلى نجاحه في قطع خطوط الإمداد التركي عن المعارضة في حلب عبر معبر باب السلامة من خلال إحكام السيطرة ممر عزاز، فإنه ربما يؤجل خطته في التقدم نحو المدينة ويقوم بنقل تركيزه إلى منطقة أخرى وسوف تكون إدلب، المنفذ الآخر للمعارضة مع تركيا هي المرشح القادم للعمليات.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023