شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

وطردنا ليليان داوود لتحيا مصر!

وطردنا ليليان داوود لتحيا مصر!
ليليان داوود تتميز بقدرتها الرائعة على ادارة حوار متوازن وإعطاء الفرصة لكل متحدث ورغم توجهها السياسى المؤيد للديموقراطية والربيع العربى إلا أنها لم تبتعد عن الموضوعية.

أكثر ما تتميز به هو المهنية التى تلمسها فى أداءها الإعلامى الذى بدأته قبل سنين من مجيئها لمصر حيث عملت في بداياتها مع “اسوشيتدبرس” ثم عملت مع الـ “بي بي سي” البريطانية وقضت 12 عاما في لندن تنقلت خلالها في أكثر من قناة فضائية كمعدة ومراسلة.

ليليان داوود تتميز بقدرتها الرائعة على ادارة حوار متوازن وإعطاء الفرصة لكل متحدث ورغم توجهها السياسى المؤيد للديموقراطية والربيع العربى إلا أنها لم تبتعد عن الموضوعية، تبنت قضايا المعتقلين وحالاتهم الانسانية التى سلطت عليها الضوء فكان هذا سببا فى كراهية النظام ومؤيديه لها، رفضت أن تكون فردا فى كتيبة التطبيل الإعلامية التى احتلت شاشات الفضائيات فى مصر وتمارس كل فروض الولاء والطاعة للسلطة، لذلك نالتها سهام هؤلاء الأبواق لأنها رفضت أن تكون واحدة منهم.

فوجىء الجميع يوم الاثنين الماضى بما حدث لها من مأساة روتها عقب ترحيلها من مصر الى لبنان قائلة (انا مواطنة بريطانية/ لبنانية أعيش وأعمل في مصر منذ خمس سنوات. يوم الاثنين ٢٧ يونيو أنهيت تعاقدي بشكل رسمي وودي مع إدارة #Ontv بعدها في تمام الساعة السادسة الا ربع بعد حوالي ساعة على إعلاني إنهاء التعاقد، حضرت دورية من ثمانية أشخاص لم يظهروا اي أوراق رسمية وطلبوا باسبوري البريطاني وتعاملوا بطريقة (فظة) أمام ابنتي ووالدها، زوجي السابق الذي حضر لاصطحاب ابنتنا ذات ١١ عاما. طلبت الاتصال بسفارتي ومحامي لكنهم رفضوا بعد ان صادروا هاتفي مني، طلبت منهم اذن النيابة، وان لي حقوق الحاضنة لطفلة مصرية، وان لي حقوق كدافعة ضرائب.

وكمواطنة بريطانية (طبعا ولا الهوى) تحول المشهد الى صراخ وتهديد من الشخص الذي كان يكلمني بانه قد يأخذني بالقوة بإرادتي او دونها تحول المشهد الى هستيريا خاصة ان ابنتي انهارت ووالدها بدا يصبح عصبيا وزادت لهجة الأوامر والصراخ من طرفهم، ومن طرفي مشددة على رفضي لانتهاك حرمة بيتي وأسرتي. حين شعرت ان الموقف يتصاعد نحو العنف قررت النزول معهم الى وجهة كانت لا تزال مجهولة، كما هواياتهم. كان شرطي ان اركب عربية ملاكي وليس البوكس.. وافقوا معي على وعد ان لا يتعرضوا لابنتي ووالدها ووعدوني بذلك، لكني لم أتأكد ان هذا حدث بالفعل الا بعد خمس ساعات وانا على متن الطائرة المتوجهة الى بيروت، لكي تظل الريح قريبة!

في المطار سألت مرة اخرى عن حقي بالحديث لسفارتي او محامي او اسرتي قوبلت أسئلتي بالتجاهل. التعامل اختلف بعد ان نزلت معهم واعتذروا عن الانفعال كما اعتذرت انا بدوري مشددة على مطالبتي بحقوقي، كان الرد عندنا أوامر جهات سيادية واحنا بنفذ ولا عندنا خلفية عن الموضوع غير ان إقامتك خلصت ولازم تترحلي.. حاولت نقاشهم عن طريقة كانت ستكون أكثر احتراما وملائمة..

في المطار وفي غرف الامن، انتظرت دهرا بدا كأنه لا ينتهي. اخذوا الفيزا كارت والكوود الخاص ليدفعوا ثمن تذكرة ترحيلي. كانوا لطفاء وعاملوني باحترام شديد، لكن عذرا الاحترام الحقيقي كان سيكون باحترام حقي بالاطمئنان على ابنتي او اطمئنها علي…

الحمدلله انا في بيروت مع اسرتي.. لن أتوانى عن اي مسعى قانوني او دبلوماسي كي اعود الى مصر التي افخر بحياتي وحياة ابنتي فيها، وأفخر بكل ما تعلمته منها ومن اَهلها وهم أهلي ).

 

ما حدث مع ليليان صادم للغاية تبدو فيه شهوة الانتقام وفُجر الخصومة فى أشد درجاته، هى لا تمثل خطرا على الأمن القومى وليست مجرمة شديدة الخطورة حتى يتم التعامل معها بهذا الشكل الذى يسىء لمن صنعوه ويفصح عن مكنون نفوسهم تجاه كل من رفضوا الخضوع لأجندة السلطة وتوجهاتها.

كان يمكن للسلطة أن تنتظر بعد إنهاء عقدها عدة أيام وتطلب منها الخروج من مصر، أوتجدد لها الاقامة التى تستحقها قانونا كأم لطفلة مصرية لكن الواضح أن رغبة الانتقام سبقت أى منطق وتفكير عقلانى، لذلك الحديث على أن ترحيلها بهذا الشكل هو تطبيق للقانون عار من الصحة تماما.

أرادت السلطة إذلال ليليان داوود لكها فى الحقيقة خلقت لها جوا من التعاطف الجارف والاستنكار للتنكيل بامرأة وابنتها بهذا الشكل، دولة الصوت الواحد تبغض أى صوت مخالف ولا تقبل سوى بالركوع لها، لم تكن ليليان ناشطة سياسية ولكن مجرد إعلامية تحترم مهنتها ولا تخون أفكارها ومبادئها وهذه كل جريمتها.

فى كل العصور فتحت مصر أبوابها لكل ضيوفها من العرب والأجانب، لكن مصر اليوم تضيق بأبناءها وبضيوفها العاشقين لها، ليليان داوود أكثر حبا لمصر ممن يريدون لمصر أن تصبح دولة الخوف وجمهورية الصمت.

انحازت للمهنية والموضوعية والديموقراطية وهم انحازوا للظلم والبطش وانتهاك كرامة الانسان ومصادرة حرياته فى التعبير وابداء الرأى.

ستوثق كتب التاريخ واقعة ترحيل ليليان داوود من مصر كحلقة من حلقات التنكيل بالشرفاء وأصحاب الرأى، رحلت ليليان عن مصر مكرهة لكنها ستعود عن قريب لوطنها الثانى الذى تعشقه حين ينجلى الظلام وتشرق شمس الحرية من جديد.

عذرا ليليان هذه ليست مصر ولا هؤلاء أهلها، يوما ستعود مصر للمصريين..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023