شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سمية الغنوشي: لماذا أدان الخبراء رد الحكومة التركية على الانقلابيين؟

سمية الغنوشي: لماذا أدان الخبراء رد الحكومة التركية على الانقلابيين؟
تسائلت سمية الغنوشي، ابنة مؤسس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، عن أسباب إدانة الخبراء والمحللين، لرد الحكومة التركية على الانقلاب، قائلة: "عندما حلت (الكارثة) ودُحِر الانقلابيون،

تسائلت سمية الغنوشي، ابنة مؤسس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، عن أسباب إدانة الخبراء والمحللين لرد الحكومة التركية على الانقلاب، قائلة: “عندما حلت (الكارثة) ودُحِر الانقلابيون، رغم ما توفر لديهم من أسباب النجاح، تبدلت نبرة الحديث، ليس باتجاه إدانة الانقلاب، بل نحو إدانة رد الحكومة التركية عليه”.

وقالت: “من المفارقات أن “الخبراء” و”المحللين” الذين تنبأوا فرحين بأن يطاح بحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التركية الأخيرة، وخاب أملهم بعد الإعلان عن فوزه الساحق، ما لبثوا هم نفسهم أن ارتكبوا خطأ أعظم وأفدح هذه المرة مع التمرد الفاشل”.

وأضافت: “فبدل أن يعبر هؤلاء عن موقف مبدئي واضح ضد الانقلابات العسكرية ودعمًا للديمقراطية والإرادة الشعبية، اختاروا الانحياز إلى جانب الانقلابيين وهم يقصفون البرلمان التركي بطائرات الإف 16 ويطلقون الرصاص على المتظاهرين السلميين ويسحقون أجسادهم بدباباتهم بدم بارد”.

وتابعت: “سعوا منتشين إلى تبرير مخطط الانقلاب على الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا، بينما كان لا يزال قيد التنفيذ، موجهين كل سهامهم تجاه الرئيس المنتخب، بدلاً من تصويبها نحو الضباط والجنود الذين تآمروا للإطاحة به، وعندما حلت “الكارثة” ودُحِر الانقلابيون، رغم ما توفر لديهم من أسباب النجاح، تبدلت نبرة الحديث، ليس باتجاه إدانة الانقلاب، بل نحو إدانة رد الحكومة التركية عليه.. انطلقت البكائيات على الديمقراطية ومصيرها المظلم في ظل الحكم “السلطوي” “للسلطان العثماني الجديد” والتحذيرات المحمومة من انزلاق محتم نحو القمع والاستبداد الأسود!”.

وذكرت الغنوشي العديد من الأمثلة، حول ذلك، فقالت: “بل ذهب أحد كتاب الأعمدة في صحيفة الصنداي تايمز البريطانية إلى أبعد من ذلك، حين أنّب الانقلابيين بمرارة– بعد إطلاق شتى الأوصاف النبيلة عليهم من “حماة العلمانية” و”قوى التقدم” و”دعاة الحداثة” – على قيامهم بالمحاولة الانقلابية في شهر يوليو بينما “الجميع في حالة من الخدر بسبب حرارة الصيف”، وبعد شهر رمضان حيث يكون للمتدينين طاقة روحية عالية بعد “أن حرموا أنفسهم من الطعام والشراب أياما طوالا”، مشيراً عليهم بأن شهر سبتمبر (أيلول) كان يمكن أن يفيء عليهم بالنتائج المرجوة!”.

وأضافت: “ولم تقصّر وسائل الإعلام اليسارية أيضا في عزف سيمفونية تبرئة الانقلابيين وشيطنة أردوغان، إذ نشرت صحيفة الغارديان الليبرالية ذات الميول اليسارية بعد سويعات من انطلاق المحاولة الانقلابية مقالا لخص بشكل فج إرادة قلب الحقائق التي تحرك آلة التضليل الغربية، يحمل هذا العنوان المضحك المبكي: (تركيا كانت تتعرض لانقلاب بطيء على يد أردوغان -وليس على أيدي العسكر)!”.

وتابعت: “ولم يكن موقف الحكومات الغربية أكثر مبدئية. لاذت بادئ ذي بدء بالمخاتلة والسفسطة الدبلوماسية، متجنبة التنديد بالانقلاب منادية بـ”التزام الحذر” و”ضبط النفس” وغيرها من العبارات التي لم تتلاش إلا بعد انقلاب الكفة ضد الانقلابيين ورجحانها لصالح الشعب وممثليه المنتخبين. حينها غدت التصريحات الرسمية عبارة عن بيانات قاتمة كئيبة تفتتح بتأكيدات مقتضبة فاترة على دعم الديمقراطية والشرعية الانتخابية، تعقبها سريعا مناحات مطولة على مصير الانقلابيين وحقوقهم المهددة”.

وقالت الغنوشي: “الغريب أن شيطنة أردوغان في الغرب تتم من جوقة متنوعة من اليمين واليسار والحكومات والمعارضات، رسميين وغير رسميين، بحجة استبداد الرئيس التركي وتسلطه، رغم أن هؤلاء يدركون أنه من بين الحكام القلائل النادرين جدا في المنطقة ممن اختارتهم شعوبهم في انتخابات حرة ونزيهة لم يشكَّك في نتائجها أحد، ولم يأت على ظهر دبابة أو يغتصب السلطة بالقوة”.

وأنهت مقالها المنشور على بعض المواقع الاكترونية، قائلة: “الحقيقة هي أن الغرب لا يعبأ لا بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان. هذه المبادئ لا تعني له شيئا حينما يتعلق الأمر بأصدقائه وحلفائه، ولا تغدو ذات قيمة إلا حين تتحول إلى عصا يلوّح بها في وجوه خصومه ويضرب بها أعداءه، أردوغان لا يشوه ويشيطن اليوم لأنه غير ديمقراطي أو متسلط، بل لأنه ليس حاكما أليفا طيّعا للإملاءات الخارجية كما ينبغي، يتحرك ضمن الخطوط والمربعات المرسومة له ويتقيد بالحدود والضوابط التي يضعها الغرب لهذه المنطقة”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023