شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

زيارة ضابط مخابرات سعودي “إسرائيل” تصدم الشارع العربي

زيارة ضابط مخابرات سعودي “إسرائيل” تصدم الشارع العربي
أثارت زيارة ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي لإسرائيل ردود فعل واسعة في الوطن العربي، وذلك بعد كشف وسائل إعلام إسرائيلية عن عقد عشقي عدة اجتماعات مع مسئولين إسرائيليين الأسبوع الماضي ، وكان برفقته وفد سعودي

مثلت زيارة ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي لإسرائيل صدمة في أوساط الشارع العربي، وذلك بعد كشف وسائل إعلام إسرائيلية عن عقد عشقي عدة اجتماعات مع مسئولين إسرائيليين الأسبوع الماضي ، وكان برفقته وفد سعودي قالت “هآرتس” إنه رفيع المستوى.

لقاء بـ”دوري جولد”

و قالت صحيفة “هآرتس”، إن المسئول السعودي التقى دوري جولد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، و أعضاء في الكنيست الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن عشقي وصل إلى الاحتلال الإسرائيلي على رأس وفد سعودي رفيع المستوى، ضم أكاديميين ورجال أعمال.

و لفتت الصحيفة إلى أن الوفد السعودي ناقش مع الإسرائيليين سبل دفع عملية التسوية في الشرق الأوسط على أساس المبادرة العربية للسلام.

وكان “عشقي” التقى بشكل علني المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، في  يونيو عام 2015م، داخل معهد بحوث في واشنطن، بعد عدة لقاءات غير علنية بين الجانبين في المجال الأكاديمي.

وتولى “عشقي” مناصب مختلفة في الجيش السعودي قبل أن يتقاعد برتبة جنرال، كما أن عشقي عمل في وزارة الخارجية، ويترأس حاليًا المعهد السعودي للدراسات الاستراتيجية.

الإعلام الإيراني يستغل الزيارة

وهاجم إعلام المحور الإيراني في المنطقة، إلى جانب الإعلام شبه الرسمي الإيراني، زيارة أنور عشقي، إلى الكيان الإسرائيلي ولقاءه بشخصيات إسرائيلية وأعضاء في الكنيست.

ورأت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في هذه الزيارة، رسائل سياسية إقليمية وأخرى داخلية إسرائيلية، من بينها أن السعودية باتت أكثر نضجًا للانتقال إلى مرحلة العلاقات العلنية، واستعدادها للقيام بقفزة نوعية تصل إلى مرتبة “التحالف” دون الحاجة إلى تنازلات إسرائيلية تجاه الفلسطينيين.

أما الرسالة الداخلية الإسرائيلية فهي أن سياسة نتنياهو تجاه الفلسطينيين لا تشكل عقبة أمام التقارب مع الأنظمة العربية وتحديدًا السعودية، بحسب ما جاء في الصحيفة.

أما صحيفة “السفير” اللبنانية، فقد وصفت عشقي بـأنه “سمسار العلاقة بين إسرائيل والسعودية”، رغم أن الزيارة ليست رسمية، وكانت في فندق بعيدًا عن مؤسسات الحكومة الإسرائيلية، إلا أن غياب الإدانة الرسمية السعودية يعتبر موافقة، بحسب ما نقلت الصحيفة عن “هآرتس”.

أما صحيفتا “العهد” و”الديار” المقربتان من حزب الله أيضًا، فاكتفتا بنقل تغريدات “مجتهد” دون تعليق على الموضوع.

وكالة “فارس” الإيرانية “شبه الرسمية”، اكتفت بدورها بنقل مادة صحيفة “الأخبار” كما هي مع الإشارة إلى المصدر، في حين قام موقع قناة “العالم” الإيرانية بنقل تغريدات “مجتهد” على غرار “العهد” و”الديار”، فيما يبدو أن التغريدات قالت كل ما يريدون قوله، مع إشارة إلى الخيانة السعودية”، واكتفى موقع “تسنيم” الإيراني بنقل خبر “هآرتس” عن الزيارة دون أي تعليق.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تهاجم

واستنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بشدة ما وصفتها “الزيارات واللقاءات التطبيعية المتواصلة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني، والتي كان آخرها زيارة وفد سعودي ضم اللواء المتقاعد أنور عشقي ورجال أعمال سعوديين”.

وشددت على أن استمرار هذه اللقاءات “يقدم خدمات مجانية للاحتلال للإستفراد بشعبنا الفلسطيني، وإعطاء شرعية وغطاء لجرائمه المتواصلة، ويساهم في ترسيم التطبيع مع الكيان الصهيوني ليصبح أمرًا واقعًا وعاديًا في المنطقة يعمل على تعزيز توغل الاحتلال في المنطقة وزيادة نفوذه” كما جاء في البيان.

وقالت في بيان لها، أن هذه اللقاءات “لا يمكن لها أن تتم إلاّ بغطاء وضوء أخضر من الجهات الرسمية السعودية”، وأنها “تكشف حجم المخاطر التي تتعرض لها القضية الوطنية ومصالح شعوبنا العربية جراء السياسة الرسمية السعودية والتي تعمل على حرف بوصلة الصراع في المنطقة”.

و أضافت “إن تكرار هذه اللقاءات يكشف حجم التنسيق العالي بين النظام السعودي وحاشيته مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية لتمزيق المنطقة، وإبقائها كمنطقة مشتعلة تمزقها الصراعات الطائفية والمذهبية، وإرهاب الجماعات التكفيرية التي تمولها وتغذيها السعودية والغرب”.

و أعربت الشعبية عن استهجانها مشاركة قيادي فلسطيني في هذه اللقاءات التطبيعية، وقالت: “هناك العديدين من القيادات الفلسطينية وبغطاء من القيادة الفلسطينية لا يريدون أن يغادروا مواقعهم كعرابين للتطبيع وللقاءات مع الكيان الصهيوني، وهو ما يستوجب ردًا شعبيًا وفصائليًا فلسطينيًا حازمًا لمواجهة ذلك”.

وأدان عضو القيادة القطرية اللبنانية لحزب البعث العربي الإشتراكي محمد شاكر القواس زيارة “وفد سعودي للكيان الإسرائيلي”، واضعًا ذلك “التآمر على سوريا وفلسطين وعلى المنطقة وتاريخها ومستقبلها وحضارتها وعلى حركات المقاومة والتحرر فيها، في وقت نحتفل فيه في لبنان في الذكرى العاشرة لإنتصار حرب تموز الإنتصار الأول والوحيد في التاريخ العربي الحديث على العدو الإسرائيلي وعملائه في لبنان والمنطقة”.

تفويض من الديوان

كما أثارت الزيارة حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب حساب “مجتهد” على “تويتر”، أن سفر عشقي إلى “إسرائيل” جاء بتفويض من الديوان الملكي السعودي، وأن هدف الزيارة هو أن يحظى “ابن سلمان” بود أمريكا وتفضيله على “ابن نايف”.

وقال “مجتهد” إن علاقة ابن نايف بـ”إسرائيل” أخطر من ابن سلمان، لأنها عميقة وقديمة لكنها من خلف الكواليس، وتهدف لتنسيق أمني شامل، وليس مجرد تطبيع علاقات.

عشقي ينفي

وسارع أنور عشقي إلى تفنيد الرواية الإسرائيلية ، نافيًا أن تكون هذه الزيارة لـ “إسرائيل” كما يُروّج لها.

فقد سارع عشقي، وهو في طريق عودته إلى جدة، إلى تفنيد الرواية الإسرائيلية وما نقلته الصحافة العبرية، نافيًا أن تكون هذه الزيارة لإسرائيل كما يُروّج لها.

ونقلت صحيفة “سبق” الإليكترونية السعودية، عن عشقي، قوله: “إن الزيارة جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين ومواساة أسر الشهداء”، موضحًا أن “مَن يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة إسرائيل، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين، واجتمعنا مع أسر الشهداء وواسيناهم، وحضرنا زفاف ابن مروان البرغوثي؛ أحد المعتقلين ورمز القضية الفلسطينية”.

وأضاف عشقي: “الإسرائيليون كتبوا أني زرت إسرائيل؛ لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناءً على مبادرة السلام، التي وضعها الملك عبدالله رحمه الله”.

وحث المحلل السياسي السعودي، رواد وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية، على أخذ “المعلومات من مصدرها، وهل مَن زار الإخوة الفلسطينيين وقال نحن معكم يقولون عنه خائن، وهل يعد مَن زارهم ونشر الفرح بينهم كذلك خائنًا؟”. واستدرك “المرة الأولى صليت بالمسلمين في بيت المقدس صلاة المغرب، وهذه المرة صليت بهم إمامًا في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم، وكل الهدف نصرة القضية الفلسطينية”.

وشرح أنور عشقي، أبعاد الزيارة وملابساتها، مؤكدا أنه لم يذهب ضمن وفد رسمي؛ بل ذهبنا كزيارة لمركزنا؛ مركز الدراسات والبحوث، ولم يكن الوفد رسمياً؛ بل هي مبادرة ذاتية، ومركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكّر فقط”.

واختتم: “نحن دورنا أن نهتم بقضايانا وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وإذا جلسنا في مكاتبنا وتحت المكيفات فلن نعرف العالم كيف يتحرّك، ونحن زرنا الفلسطينيين، ولكن ينقصهم الدعم المعنوي، أما أن نواسيهم بالكلام فهذا غير مقبول”.

أنور يمدح نتنياهو

وكان عشقي (72 عامًا) قد وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالرجل القويّ والواقعيّ، مشيدًا بشخصيته، وفي الوقت عينه حمل عشقي – المقرّب من الملك السعودي-  كما وصفته “القناة 24″ الإسرائيلية في مقابلة حصرية أجرتها معه، على إيران وعلى سياساتها، التي أدت كما قال إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره.

وفي المقابلة الخاصة مع القناة، ردّ عشقي الجمود والفشل في التوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما فيه مبادرة التسوية التي اقترحتها السعودية عام 2002م، لافتًا إلى أنّهم لم يطرحوا أيّ خطة من أجل تنفيذها، لكنه أضاف مشيدًا بنتنياهو وواقعيته قائلاً: نحن بحاجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأنّه رجل قويّ، وهو رجل منطقيّ كما هو واقعي أيضًا، لكننّا بحاجة إلى أن يوافق ويعلن قبول اقتراح مبادرة السلام.

كما قال عشقي لمحطة التلفزيون الإسرائيلي، وهاجم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال إنّ إيران تسعى إلى محاولة إعادة مجدها السابق من خلال المناورات التي تقوم بها لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وهذا ما فعلته في العراق المجاور لها، واليوم نحصد ما زرعته هناك.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023