شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف أنقذ الاخوان مصر من الانزلاق لمصير سوريا والعراق؟!

كيف أنقذ الاخوان مصر من الانزلاق لمصير سوريا والعراق؟!
سيكتب التاريخ المنصف أن جماعة الاخوان المسلمين أنقذت النظام العسكري والدولة المصرية كدولة من الانهيار والسقوط مرتين

سيكتب التاريخ المنصف أن جماعة الاخوان المسلمين أنقذت النظام العسكري والدولة المصرية كدولة من الانهيار والسقوط مرتين ، الأولى عندما استقالت دولة مبارك تدريجياً من مسؤولياتها ودورها الوظيفي والأخلاقي تجاه الطبقات الفقيرة والكادحة من الشعب الذي يعاني ويلات الفقر والعوز لاسيما في الخدمات المعيشية والصحية الملحة ، فتقدمت الجماعة بدور اجتماعي هام من خلال الجمعيات الخيرية بما تحوي من مستوصفات طبية تقدم خدمة صحية جيدة مجانية ، فضلا عن المساعدات المادية والعينية للأسر البسيطة والأشد فقراً.

فلعبت تلك الجمعيات ونظيراتها من الجمعيات الأخرى لأصحاب أعمال الخير من غير الاخوان من باب الإنصاف ، دوراً موازياً للدور المُلقى بالأساس على عاتق الدولة متمثلاً في مؤسساتها المختصة بهذا الشأن الاجتماعي الهام ، الأمر الذي ساهم بدوره في بقاء النظام واطالة أمده عبر هذه المسكنات أو الدور الموازي الذي لعبته جماعة الاخوان وغيرها دون قصد بطبيعة الحال ، من منطلق الشعور بالواجب وليس المنة أوالتفضل على اخوانهم ، وعلى أساس إيمانها العميق بانتماءها لهذا المجتمع.

أما الثانية وهي لب موضوعنا ، وبيت القصيد لعنوان مقالنا ، والذي كان لها الدور الرئيس في انقاذ مصر شعباً ومؤسسات من السقوط في مستنقع المصير السوري والعراقي ، عبر الاحتراب الأهلي المجتمعي، ذلك أن الاخوان المسلمين ومن أيد فكرتهم من معارضي الانقلاب ، انتهجوا السلمية كسبيل وحيد للمعارضة ومقاومة هذا الانقلاب الذي دهس الإرادة الشعبية للمصريين بالدبابة في 3 يوليه 2013، فكان الشعار الشهير الذي أطلقه مرشد عام الجماعة الدكتور محمد بديع على منصة رابعة العدوية  “ثورتنا سلمية، وستظل سلمية..سلميتنا أقوى من الرصاص”، والتي ربما جرّت عليه هجوم بعض شباب الاخوان المتحمسين لاسيما بعد اصرار النظام على انتهاج الحل الأمني فقط ، والإجهاز على كل صوت ثوري معارض بالقوة والقمع.

سلمية الاخوان المسلمين المفرطة والمستفزة للكثيرين ، كانت كفيلة بتفويت الفرصة على نظام السيسي لاستدراج الوطن لآتون حرب أهلية بين مؤيد مُوجَّه ومُغَرَّر به مدفوعاً بالحقد والنفعية من قبل النظام بأجهزته ، واعلام غسيل الأدمغة الممنهج ، ومُعارض مشحون بالغضب والقهر مدفوعاً بدافع المظلومية بعد أن فقد كل شيء وأصبح على حافة الانفجار في وجه الجميع ، وساعتها تكون الفرصة مواتية لتدخل صريح لقوات الجيش بجميع آلياته براً وجواً وبحراً لاستئصال كل معارض ، ومن هنا يكتمل المشهد المأساوي ، ونتحول للنموذج السوري العراقي تماماً كما يقول كتاب القمع ، ونصبح

مرتعاً لتنامي الجماعات المسلحة سواء المعارضة الشريفة أوالمأجورة.

النظام الذي يمن علينا بالأمن والأمان الوهمي تحت حكم الدبابة ، ويقوم بابتزازنا في نفس الوقت ترهيباً وتهديداً ليطالب الشعب بضرورة الصبر والحمد والشكر على هذه النعم حتى لو مات جوعاً وعطشاً ، لكي لا ننزلق للمصير السوري العراقي ، لن يتورع لحظة في قصف معارضيه بالطائرات ، إذا ما تهدد وجوده شخصياً، ولن يعدم المبررات والتفسيرات التي اضطرته لذلك ، وسيخرج من يروج لهذه الجرائم من الأراجوزات والأتباع وخُدَّام السلطة، ويصفها بالفتوحات العظيمة لجيشنا العظيم حفاظاً على كيان الدولة ومؤسساتها وجيشها ضد المخططات الكونية الشيطانية ، بيد أن الحقيقة الساطعة هي حماية النظام ذاته وليس الشعب ومؤسساته.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023