شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

روسيا وإيران و”إسرائيل”.. المثلث المعقّد في الشرق الأوسط

روسيا وإيران و”إسرائيل”.. المثلث المعقّد في الشرق الأوسط
في بدايات هذا الشهر سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فيلادمير بوتين، وأشاد نتنياهو بالقائد الروسي لمساهماته في قتال داعش والقاعدة، ولا يريد نتنياهو أن يأتي الشيعة المتطرفون بدلًا من

في بدايات هذا الشهر سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فيلادمير بوتين، وأشاد نتنياهو بالقائد الروسي لمساهماته في قتال داعش والقاعدة، ولا يريد نتنياهو أن يأتي الشيعة المتطرفون بدلًا من الجماعات الإرهابية الموجودة الآن.

وقال خبراء إن روسيا تجد نفسها وسط طرفين في عداوة، وهما “إسرائيل” وإيران، وراهنت روسيا بمصداقيتها واستثمرت مواردها، ومنها قوتها الجوية، في الحفاظ على حليفها بشار الأسد في السلطة. بينما تخاطر إيران في الحفاظ على حليفها الشيعي في السلطة بين أغلبية من السنة. وترغب طهران أيضًا في الحفاظ على نفوذها في دمشق وبيروت، وكلاهما على حدود “إسرائيل”، بالإضافة إلى السيطرة على بغداد وصنعاء.

وقال الكاتب جوزيف بودر في مقالته لمجلة “فرونت بيج” إن “إسرائيل” ترى تهديدًا وجوديًا لها من خلال تدخل إيران في سوريا، وتحاول تثبيت نفسها على حدود إسرائيل من خلال حزب الله.

وقال آفي ديختر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الإسرائيلي، إن إيران حاولت مرّات نقل قواتها إلى هضبة الجولان بالقرب من المنطقة التي تستحوذ عليها إسرائيل منذ حرب 1967. وقال نتنياهو إن إسرائيل بدأت هجمات جوية لمنع تهريب الأسلحة إلى حزب الله من خلال سوريا. واتفقت إسرائيل وروسيا منذ سنتين على التنسيق العسكري بشأن سوريا من أجل تجنب إطلاق النار عن طريق الخطأ.

وأضاف “بودر” في مقالته أن العلاقات بين روسيا مع إسرائيل وإيران تسببت في وجود موسكو في وضع غير مستقر؛ ففي الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى توسيع وجودها في سوريا تستمر صواريخ إسرائيل في استهداف شحنات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله على الأراضي السورية. ولذا؛ فإن روسيا وُضِعت في موقف صعب بينهما، وستختار إحداهما في النهاية، ولن يكون خيارًا سهلًا؛ حيث تعتبر إسرائيل بالنسبة إلى الروسيين دولًا هامة من الناحية الاقتصادية والثقافية ولأسباب سياسية.

وقالت آنا بورششيفسكايا، من معهد واشنطن، إن الدولتين بينهما اتفاقيات سياحية، حيث تعتبر “إسرائيل وطنًا لحوالي مليون مواطن من الاتحاد السوفيتي”؛ وهو ما يعزز الروابط بينهما. وتعتبر روسيا ثالث أكثر لغة شعبية في إسرائيل بعد العبرية والإنجليزية. أما الناحية الاقتصادية فشهدت تحسنًا كبيرًا؛ حيث زادت الصفقات إلى  ثلاثة مليارات دولار في 2014، وهو ما يعد أعلى من تجارة روسيا مع مصر في السنة نفسها. وتحسنت العلاقات العسكرية أيضًا؛ حيث باعت إسرائيل في أواخر 2015 أسلحة إلى روسيا على الرغم من قلق إسرائيل بسبب العلاقات السياسية والعسكرية بين موسكو وطهران.

وأوضح بودر أن بوتين يسعى إلى تأسيس وضع روسي في المنطقة في ظل انسحاب الغرب؛ لأن سياساته الخارجية في المنطقة ترجع إلى موقف مناهض للغرب، وكذلك يسعى إلى إحداث انقسام في المؤسسات الغربية وإضعافها. أما إسرائيل فيعتبر موقفها مغايرًا لروسيا؛ حيث تدعم ديمقراطية الغرب.

ومن ناحية أخرى، قال بودر إن إيران تبدو الآن شريكًا تجاريًا وعاملًا أساسيًا للمساعدة في إبقاء بشار في السلطة. ويرى عديد من صناع القرار في روسيا أن إيران تعتبر حليفًا قريبًا، عكس إسرائيل التي تعد حليفًا أقرب إلى أميركا. ويؤدي القرب الجغرافي بين روسيا وإيران إلى تقوية العلاقات، وحدثت خلال الفترة الماضية زيارات من روسيا لطهران وعقدا سويًا صفقات تصل إلى مليارات الدولارات في عدد من المجالات؛ منها بيع الأسلحة ومكونات الأسلحة النووية والمنتجات الزراعية. وأدت التوترات بين روسيا والغرب بسبب أزمة أوكرانيا إلى قرب موسكو من إيران.

وأكد بودر أن الغرب من خلال أفعاله تسبب في التقريب بين الطرفين الفترة الماضية، خاصة في ظل استمرار العقوبات الاقتصادية على موسكو وطهران. ولكن وجود تحالف استراتيجي شامل بينهما لا زال أمرًا غير مطروح لروسيا؛ بسبب الأزمات التي يمكن أن تخلقها بينها وبين أطراف أخرى مثل إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي المعادية لإيران.

وأوضح بودر أنه على الرغم من قرب بوتين من الشيعة، فإنه يتعاطف مع اليهود والإسرائيليين؛ إذ إنه خلال حياته كان محاطًا باليهود الذين ساعدوه، وطوّر نتنياهو علاقاته مع بوتين عندما ساءت علاقته بإدارة أوباما. ورغم ذلك؛ فإن هناك أعضاء داخل النخبة الروسية يحملون وجهات نظر معادية للسامية. ولكن، تملك روسيا مصالح تتعدى ذلك؛ وهي رغبتها في أن تتواجد بدلًا من قوى الغرب في المنطقة.

وشدد بودر على سعي بوتين إلى تواجد روسيا في اتفاقية السلام في الشرق الأوسط؛ رغبة منه في أن يبدو بأهمية أكبر من الغرب. واستطاعت روسيا تحت إدارة بوتين أن تزيد من تواجدها في عملية السلام.

وأشارت “آنا” إلى أن تأكيد روسيا لنفوذها في الشرق الأوسط، خاصة في سوريا، مع تراجع الغرب، يطرح أسئلة داخل إسرائيل ويجعلهم يفكرون في خطواتهم جيدًا في منطقة تزداد تعقيدًا وعدم استقرار.

ولكن، مازال هناك عامل أخير غير متزن، وهو مستقبل العلاقات بين روسيا وأميركا تحت حكم ترامب. ويتوقع الخبراء أن مصالح روسيا ستفضّل اختيار طهران لتقوية موقفها في سوريا؛ ولذا إن ساء الوضع ستختار موسكو أن تتواجد مع إيران وليس إسرائيل. ولكن، في حالة حدوث قرب بين ترامب وإدارة بوتين وتم رفع العقوبات، حينها يمكننا أن نرى تحالفًا روسيًا إسرائيليًا.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023