شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد اكتساح الانتخابات التشريعية.. لهذا وثق الفرنسيون في «ماكرون» وحزبه

بعد اكتساح الانتخابات التشريعية.. لهذا وثق الفرنسيون في «ماكرون» وحزبه
فازت حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد بأغلبية ساحقة في البرلمان، حاصدة 350 مقعدًا من أصل 577 في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية. ومُني الحزبان التقليديان الاشتراكي والجمهوري المحافظ بهزيمة كبرى، في حين

فازت حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد بأغلبية ساحقة في البرلمان، حاصدة 350 مقعدًا من أصل 577 في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية. ومُني الحزبان التقليديان الاشتراكي والجمهوري المحافظ بهزيمة كبرى، في حين فازت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان لأول مرة بمقعد في البرلمان.

وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية يوم الاثنين فوز حركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالأغلبية البرلمانية التي يحتاجها للمضي قدمًا في تنفيذ إصلاحاته البعيدة المدى والهادفة إلى تحقيق النمو الاقتصادي؛ وتعهّدت حكومة إيمانويل بتجديد الخطاب السياسي في فرنسا.

فما هي عوامل صعود حركة «الجمهورية إلى الأمام» بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى قمة المشهد السياسي في البلاد بعد عام من تأسيسها؟

انسجام وتجديد

وإجابة عن هذا السؤال، أرجع مدير قسم الرأي والأبحاث بمعهد إيبسوس «ستيفن زومستيغ» تصدّر «حركة الجمهورية» في الانتخابات التشريعية إلى أن الفرنسيين يريدون أن يكونوا منسجمين مع أنفسهم بعد أن انتخبوا إيمانويل رئيسًا؛ حتى يتمكن من تنفيذ إصلاحاته، وكذلك رغبة الفرنسيين في تجديد الطبقة السياسية الحالية في البلاد وسئموا منها.

وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن ما يغري الفرنسيين في إيمانويل وحزبه هو «شخصية الرئيس» قبل برنامج حزبه السياسي؛ فهو شاب نشط وحيويّ، وأعطى فرنسا نظرة جديدة في الخارج، كما أن برنامجه السياسي يتضمن تجديد الحياة السياسية وتحديث قانون العمل وتخفيض نسبة البطالة.

وأعرب عن اعتقاده بأن فوز حركة «إلى الأمام» في الانتخابات التشريعية سيعطي دفعًا وزخمًا لمشروع الاتحاد الأوروبي والإصلاحات التي وعد بها إيمانويل لمؤسسات الاتحاد بالتعاون مع شركائه الأوروبيين.

طبقة سياسية مختلفة 

من جهته، أرجعَ الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس الدكتور رامي الخليفة قوة إيمانويل وحزبه إلى عوامل أبرزها تعطّش الفرنسيين، الذين أصابهم الملل في العقود الماضية من تقاذف السلطة ما بين يمين الوسط ويسار الوسط وإخفاقهما في حل الأزمة الاقتصادية، إلى طبقة سياسية مختلفة، وكذلك مخاوفهم من اليمين المتطرف.

وأوضح أن إيمانويل وحزبه استجابا إلى مطالب الفرنسيين في التغيير المدروس على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى تجديد الحياة السياسية وجمع شتات الفرنسيين والخروج من الصراع التقليدي بين اليمين واليسار.

وقال إن هناك وعودًا جدية من إيمانويل بإصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع شركائه الأوروبيين، على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، معتبرًا فوز حركة «إلى الأمام» في الانتخابات التشريعية يلقي أعباء كبرى على إيمانويل وحزبه؛ لأن هناك توقعات كبرى على مستوى الرأي العام الفرنسي.

اندحار الواقع التقليدي

وبحسب تلفزيون «فرانس 24»، فالأغلبية التي حقّقها ماكرون والحزب الحليف له كانت أقل من تلك التي توقعتها استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات؛ غير أن أغلبية عدد المقاعد التي فاز بها كانت كافية لإزاحة الأحزاب التقليدية الفرنسية الأساسية وتوجيه رسالة مهينة إلى الحزبين الاشتراكي والجمهوري المحافظ اللذين تناوبا على السلطة على مدى عقود.

وتُسلّط نسبة الإقبال المنخفضة الضوء على أهمية تعامل إيمانويل بحذر مع الإصلاحات التي يريد تنفيذها في البلاد مع وجود نقابات عمالية قوية وتاريخ من احتجاجات الشوارع أجبرا حكومات سابقة على تعديل تشريعات جديدة.

ويجسّد النصر المزدوج لإيمانويل في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي والانتخابات البرلمانية الأحد الماضي اندحار الطبقة السياسية القديمة.

وبحسب تقرير «فرانس 24»، عوّل إيمانويل في تحقيق النصر على الاستياء الشعبي المتنامي تجاه النخبة السياسية واعتبارها منفصلة عن الواقع، والإحباط العام إثر فشل هؤلاء في توفير فرص عمل جديدة وتحفيز الاقتصاد لتحقيق نمو أكبر.

وستنبثق عن هذه الانتخابات جمعية وطنية جُدّدت بعمق، وتتسم بمشاركة نسائية قياسية، مع انتخاب 223 امرأة مقابل 155 في 2012 الذي كان في حينه رقمًا قياسيًا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023